النص الحرفي للمؤتمر الصحفي لعائلة أبو زهري ظهر اليوم

بيان صادر عن عائلة أبو زهري
حول ملابسات مقتل الشهيد يوسف أبو زهري

لا زلنا في عائلة أبو زهري نعاني من آثار الصدمة والفاجعة التي ألمت بنا بعد الجريمة التي ذهب ضحيتها ابننا الشهيد يوسف أبو زهري بتاريخ 10 أكتوبر 2009 في أحد السجون المصرية وهو ابن 38 عاماً ومتزوج من زوجتين فلسطينية ومصرية وأب لستة أطفال واستكمالاً لما وضحناه حول ملابسات مقتله وإضافة إلى الرواية الكاملة التي تشرها موقع فلسطين الآن حول ظروف اعتقاله ومقتله فإننا في عائلة أبو زهري ومن خلال هذا المؤتمر الصحفي نود الإشارة إلى ما يلي:

أولاً: نؤكد مجدداً على تعرض الشهيد لتعذيب بشع على أيدي جهاز أمن الدولة في مقره بمدينة نصر باستخدام الكهرباء والشبح وكل أشكال الضرب والتعذيب مما أدى إلى فقد بصره بشكل شبه كامل حيث كان لا يرى إلا بصعوبة بعد انتهاء التحقيق كما أدى ذلك إلى تدهور خطير في وضعه الصحي حيث كان يشكو من آلام شديدة في كل اتصالاته مع الأهل إلى أن توفى في سجنه رحمه الله.

ثانياً: لم يكن الشهيد مدان بأي قضية معينة وقد تركزت الأسئلة الموجهة إليه حول أخيه سامي أبو زهري الناطق باسم حماس، ومما يدل على ذلك أنهم أحضروه في شهر يونيو من مدينة نصر إلى قسم الترحيلات بمدينة العريش، وأبلغوه أنهم سيفرجوا عنه خلال أيام لكنهم تراجعوا فيما بعد ونقلوه إلى السجن عند مرسى مطروح. كما أصدرت نيابة أمن الدولة أكثر من قرار بالإفراج عنه ولم يتم تنفيذ ذلك.

ثالثا: لقد استقر يوسف في سجن برج العرب وتعرض خلال ذلك لمختلف أنواع الاهانة والانتهاكات واستمر تدهور حالته الصحية في ظل رفض إدارة السجن السماح بنقله للعلاج أو الإفراج عنه إلى أن تدهورت حالته الصحية تماماً يوم الخميس الموافق 8 أكتوبر 2009 حيث قاموا بنقله إلى غرفة الاستقبال في المستشفى الجامعي في الإسكندرية وتمكن شقيقه الدكتور سامي أبو زهري وكان هذا آخر اتصال معه وقال له خلال ذلك أنه يعاني من نزيف وأنه يخرج الدم بشكل مستمر من فمه ومن أسفل، ثم قال له أنهم أبلغوه أن المستشفى يرفض استقباله وأنهم سيعيدونه إلى المستشفى مرة أخرى وأدوا له بعض الإسعافات الأولية في غرفة الاستقبال وكان صوته ضعيف جداً ولا يفهم إلا بصعوبة وكانت آخر كلماته لأخيه "أنقذني يا أخي".

أجرى الدكتور سامي أبو زهري إضافة لعدد من قيادات حركة حماس اتصالات مع اثنين من مسئولي جهاز المخابرات المصرية في ذلك اليوم الخميس 8 أكتوبر 2009 وشرحنا لهم خطورة الحالة الصحية وطالبناهم بالتحرك وإنقاذ حالته الصحية وإدخاله المستشفى لسبب ما يعانيه من نزيف، أبلغنا صباح الثلاثاء 13 أكتوبر 2009 من أحد الأشخاص بأن ابننا قد فارق الحياة منذ يوم سابق فاتصلنا بمسئولين مصريين للتأكد من الخبر وتأخر ردهم ثلاث ساعات واضطررنا أن نعلن خبر الوفاة في وسائل الإعلام وبعد نشر الخبر في الإعلام وصلنا تأكيد رسمي من السلطات المصرية بخبر الوفاة، عندما استلمنا تصريح الدفن الصادر من مدينة الشؤون الصحية بمحافظة الإسكندرية فوجئنا أن تاريخ الوفاة هو يوم السبت 10 أكتوبر 2009 أي أنه قد توفي قبل أربعة أيام من تاريخ تبليغنا الأمر، كما أن المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن الشهيد بعد وفاته بقي أكثر من يوم داخل غرفة السجن قبل أن يتم إخراجه منه حث أخذوه إلى التشريح دون أخذ إذن من العائلة أو إبلاغهم بذلك مسبقاً.

طبعاً هذه هي ورقة تصريح الدفن وهنا مكتوب تاريخ الوفاة 10/10/2009 ويمكن تصوير ذلك. ونحن لم نبلغ بخبر الوفاة إلا يوم 13/10/2009 أي بعد أربعة أيام من الوفاة واستلمنا الجثمان في اليوم الخامس، ونلاحظ هنا أن أسباب الوفاة في نفس الورقة مكتوب "قيد البحث"، وهذا يفند ما أشير إليه من تصريحات رسمية بأن سبب الوفاة ناتج عن أمراض مزمنة. الورثة الرسمية التي استلمناها من الجهات الرسمية الصحية أن أسباب الوفاة لا زالت قيد البحث، رغم أن يوم 13/10/2009 أصدرت الجهات الرسمية المصرية تصريحاً بأن الوفاة ناتجة عن أمراض مزمنة.
لقد وصل جثمان الشهيد إلى مدينة رفح الفلسطينية الساعة الثانية فجراً يوم الأربعاء الموافق 14/10/2009 وكانت الأنسجة الداخلية في حالة تحلل تام بسبب ترك الشهيد في السجن بعد الوفاة وتأخر دفنه هذه الفترة الطويلة، وهو ما حال توصل الأطباء في غزة لأي استنتاجات علمية حول أسباب الوفاة مما ساهم في إخفاء علامة الجريمة.
وإننا في عائلة أبو زهري. لنؤكد على ما يلي:
1- نحمل جهاز أمن الدولة الذي عذب الشهيد ومستشفى جامعة الإسكندرية التي رفضت استقباله رغم خطورة حالته وإدارة سجن العرب التي أهملت الحالة طبياً ورفضت توفير العلاج أو الإفراج عن الشهيد. نحمل هذه الأطراف الثلاثة المسؤولية الكاملة عن قتل الشهيد أبو زهري.
2- نستهجن من رواية الأمن المصري بأن الوفاة نتيجة عن أمراض مزمنة ومع ذلك فإن هذه الرواية تحملهم المسؤولية لأنهم يعترفون بمرضه ورغم ذلك لم يعالجوه ولم يفرجوا عنه. مع تأكيدنا رفض هذه الرواية لأن الشهيد يوسف في آخر اتصال معه قبل يومين من وفاته أنه ينزف وقد أبلغنا المسئولين المصرين في نفس اليوم وقبل وفاته.
3- نعلن في عائلة أبو زهري أننا سنرفع قضية في المحاكم المصرية ضد المتسببين في الجريمة خلال الأيام القليلة المقبلة وسنعلن عن ترتيبات ذلك في حينه.
4- نتقدم بالشكر والتقدير للمنظمات الحقوقية المصرية والدولية التي استنكرت الجريمة وطالبت بالتحقيق ومحاكمة الجناة ونطالبها إلى مواصلة جهدها وتفعيل دورها لضمان عدم تهرب الجناة من العدالة وعدم تكرار الجريمة.
5- تتقدم عائلة أبو زهري بالشكر والتقدير لكل القيادات والمسئولين والشخصيات السياسية والإعلامية الفلسطينية والعربية وفي مقدمتهم الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية والأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وكل أبناء شعبنا وأمتنا الذين قدموا واجب العزاء بالمشاركة أو الاتصال أو إرسال البرقيات.


رحم الله الشهيد يوسف ونحسبه عند الله كذلك إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم.


عائلة أبو زهري في الداخل والخارج.


للتعريف. حديث الدكتور سامي أبو زهري .
الحاج محمود أبو زهري هو عم الشهيد وهؤلاء أبناءه وزوجته وهناك زوجة أخرى هي فتاة مصرية وأكبر أولاده معاذ خمسة عشر عاماً أنا أريد أن أؤكد بعد هذا البيان المفصل أمام سابقة يقتل فيها شاب فلسطيني في أحد السجون المصرية أمام سابقة أن يقتل إنسان نتيجة التعذيب ثم يترك ينزف حتى الموت دون تقديمه للعلاج ثم ينقل ميتاً في غرفة الاعتقال دون نقله سريعاً إلى المستشفى للحفاظ على الجثمان في الثلاجة، ثم بعد ذلك إهمال وعدم إبلاغ أهله منذ لحظة الوفاة ثم تشريح الجثمان بدون أخذ إذن من العائلة أو إبلاغها في ذلك. وهذه كلها مخالفات تشعرنا أننا أمام جريمة حقيقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى نحن كعائلة سنبذل كل جهد ممكن لإحقاق الحق في هذه الجريمة، اببنا قتل بطريقة لا يمكن باحتمالها بأي حال من الأحوال، وعلى الجهات المصرية تحمل مسؤولياتها أماما هذه الجريمة، ونحن سنرفع قضية في المحاكم المصرية، وقد أجرينا اتصالات مع المحامين الذين استعدوا لتبني هذه القضية وسنعلن ترتيبات ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة ونجري اتصالات مع كل الجهات الحقوقية المصرية والعربية والدولية لبذل جهدها لمتابعة الجناة وتقديمهم للعدالة.