التحذير من المخططات الصهيونية الهادفة إلى مسح التاريخ الفلسطيني

حذر رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي 48 محمد زيدان من خطورة المخططات الصهيونية الهادفة إلى مسح الذاكرة والتاريخ الفلسطيني من عقول المواطنين، من خلال القوانين العنصرية التي تصدر عن الصهيوني بشكل منتظم وممنهج. جاء ذلك خلال مؤتمر شارك حشد كبير من القيادات الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 إلى جانب شخصيات سياسية ودينية واجتماعية الخميس 18/2/2010م، عقد في مدينة الناصرة تحت عنوان بعنوان 'الداخل الفلسطيني ويهودية الدولة' .



وكان 'مركز الدراسات المعاصرة' المنبثق عن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني دعا المواطنين إلى حضور المؤتمر، مشددًا على أهمية ما سيتناوله على حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية. وأكد زيدان في كلمته أن حكومة الاحتلال تسعى جاهدة إلى نزع حقوق المواطنين العرب في الأرض، قائلاً: 'نؤكد رغم كل المحاولات أننا نحن أصحاب الأرض الحقيقيين ولن نخرج منها وسنموت فيها'.



بدوره، تطرق رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة الشيخ رائد صلاح إلى قضية 'يهودية الدولة' التي تنادي بها قيادات الاحتلال الصهيوني. وقال صلاح: 'من خلال قراءتي للمشروع الصهيوني وجدت انه لم يتحدث عن يهودية الدولة بل على العكس فإن غالبية مؤسسي الصهيونية من الملحدين تقول إنها لا تؤمن بالله'.



مذكرات بن جوريون

وأضاف أن 'من يقرأ مذكرات بن جوريون يجد ذلك، إلا أنهم حاولوا أن يصطنعوا شرعية للمشروع الصهيوني بهدف استقطاب اليهود للعودة إلى أرض الآباء والأجداد حسب زعمهم'. وأشار إلى أن من بين اليهود أنفسهم من ينكر مقولة الشعب اليهودي أصلاً، موضحاً أن 'الصهيونية تهدد السلام في الشرق الأوسط، وتهدد اليهود أيضًا بالزوال'، لافتًا إلى أن الشرط الأساس لعودة السلام في المنطقة هو زوال المشروع الصهيوني.



من ناحيته، أكد الباحث في الشؤون الصهيونية مسعود اغبارية أن الاحتلال ينتهج سياسة خطيرة تجاه المجالس العربية في الداخل بغية خنقها وتسخيرها في سبيل 'تهويد الدولة' والعمل على إضعاف هذه السلطات لمنع نمو مجتمع عربي متمكن وعدم تقديم خدمات معينة تؤدي إلى تجهيله.



ودعا نائب رئيس بلدية الناصرة سهيل ذياب إلى تنظيم مؤتمرات وفعاليات مستمرة حول الشعب الفلسطيني بالداخل وما يتعرض له، مشيرًا إلى أن على الفلسطينيين أنفسهم أن يكتبوا تاريخهم وما يتعرضون له لا أن يقرؤوه في كتب الآخرين. وشدد ذياب خلال كلمته في المؤتمر على أهمية التوعية للجماهير العربية في الداخل، موضحاً أنه لا يمكن دراسة القضية الفلسطينية بشكل كامل بدون دراسة قضية فلسطينيي 48.



سلب الأراضي

من جهته، أشار رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث زكي اغبارية إلى أن حكومة الاحتلال تسعى جاهدة إلى التضييق على المواطنين العرب، وذلك من خلال 'المجلس القطري' الذي حدد سياسة البناء والحدود. وأكد أن جميع أهداف الحكومة الصهيونية تصب في سلب الأراضي لصالح اليهود، وضرب مثلاً مدينة 'حريش' المنوي إقامتها لإسكان 15 ألف يهودي متزمت لوقف النمو العربي.



وحول المقدسات، قال اغبارية: 'لو فحص المرء ما فعلت إسرائيل بالمقدسات لوجد أنها نفذت جرائم بمعنى الكلمة فهناك مقدسات دنست وطمست وعبدت عليها شوارع وأقيمت عليها بنايات وآخرها متحف التسامح الذي سيقام على مقبرة مأمن الله التاريخية'. وتحدث عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية في الداخل عبد الحكيم مفيد حول مخططات دمج العرب في الجيش الصهيوني، وخطورة الخدمة المدينة وتأثيرها على 'يهودية الدولة'.



وأوضح مفيد أن مشروع الخدمة المدنية ليس سوى كذبة كبيرة وهو عبارة عن ذر الرماد في العيون، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للكيان أن 'يقبلنا وهو يدافع عن نفسه من نفسه، وهو يواجه مجتمعات متفرقة مثل الروس والمتدينتين اليهود'.



استهداف للجيل الثالث

بدوره، أكد مدير مركز الدراسات إبراهيم أبو جابر على أن الاحتلال سعى خلال فترات ماضية إلى ما أسماه 'صهينة التعليم العربي'، مشيرًا إلى أن الأمر بات أخطر في ظل الحكومة الحالية. وقال أبو جابر: 'نحن نعرف أن كل دولة تضع برنامجاً تعليمياً لحفظ دستورها بشكل عادي لكن ما نحن فيه أن جماعة أسست دولتها على ارض شعب آخر'.



وأوضح أن الاحتلال يسعى جاهدًا لزرع بذور الثقافة الصهيونية لدى المواطنين العرب من خلال جميع برامجه التعليمية والإعلامية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يعمد إلى استغلال الجيل الحديث من أجل تنفيذ مآربه.

وأكد أن حكومة الاحتلال تستغل الطلاب الفلسطينيين ووجودهم في المدارس من أجل تمرير مخططاتها الرامية إلى زرع الثقافة الصهيونية في عقولهم، مشددًا على ضرورة مواجهة المخططات والوقوف في وجهها.



وتناول المحاضرون بعد ذلك مخططات صهيونية حثيثة تسعى حكومة الاحتلال عبرها إلى توثيق مصطلح 'يهودية الدولة'، وشددوا على ضرورة مواجهة هذا المصطلح الموجه ضد المواطنين العرب بالطرق السلمية المتاحة. وأوصوا بضرورة استمرار الفعاليات والنشاطات في الداخل من أجل الإبقاء على الذاكرة الفلسطينية في عقول الجيل الشاب الذي يتعرض لهجمة شرسة من قبل الاحتلال وقادته بهدف تشويه العرب في الداخل وسلخهم عن ثقافتهم وقضية أبناء شعبهم.