قافلة أميال من الابتسامات تنتظر إذنًا بالعبور برًا للعريش

أكد الناطق باسم الحملة الدولية لدعم أطفال غزة زاهر البيراوي أن قافلة 'أميال من الابتسامات' موجودة الآن في بورسعيد في انتظار الإذن من السلطات المصرية للتحرك من بور سعيد إلى العريش ومن ثم إلى معبر رفح.



ونوه البيراوي أن السبب الرئيس الذي يعطل التحرك حتى اللحظة أنه وبعد الاتفاق مبدئياً أن تكون الرحلة برية من بورسعيد إلى العريش ثم إلى رفح تفاجأت القافلة بطلب من السلطات المصرية بأن تتحرك القافلة بحريا من بورسعيد إلى العريش ثم إلى رفح براً.



وأوضح البيراوي قائلاً: 'هذا الأمر أخذ منا ثلاثة أيام لإقناع السلطات المصرية بصعوبته بل باستحالته، لأن ميناء العريش لا يتحمل سفن الشحن الكبيرة التي تحمل مثل هذه الحاويات الكبيرة وخاصة أن السيارات موجودة في 58 حاوية كبيرة'.



وأكد الناطق بإسم اللجنة الشعبية أنه لا يوجد حتى اللحظة قرارا بالتحرك، وقال: 'اليوم هناك تواصل مع السلطات المصرية لمتابعة المسألة، أحضرنا لهم شركات الشحن التي أكدت لهم أنه لا يمكن شحن هذه البضاعة بحرا إلى العريش، وبعض الشيء الموقف تغير ووعدوا أن يذللوا الصعوبات للخروج براً'.



وأشار إلى أن 'القائمين على القافلة ينتظرون من السلطات المصرية التفصيلات حول موعد الانطلاق وكيفية السفر برا وهل ستكون الـ 110 سيارات في موكب إلى العريش ثم إلى رفح أم أننا نشحن هذه السيارات والحاويات الـ 58 على سيارات شحن كبيرة في تريلات كبيرة'.



وقال: 'نحن لا يوجد فرق لدينا بين هذا وذاك، لأن مهمتنا إنسانية ونريد أن تصل هذه البضاعة إلى أهلها وهذه الأمانة إلى أصحابها لأننا معنيون أن نقول لأهلنا ومؤيدينا وأنصارنا وأعضاء المؤسسات الخيرية التي تبرعت بهذه الأموال أننا أوصلنا الأمانة باليد إلى أصحابها في غزة'.



ومضى يقول: 'نحن نعلم كم هي الحاجة ماسة بغزة وخاصة للكراسي المتحركة الكهربائية وكذلك أجهزة الحاسب الإلكتروني التي سنخصصها للمدارس التي فيها أطفال معاقين والذين خلفتهم الحرب الأخيرة والحصار الإسرائيلي الشديد'.



وفي رده على سؤال حول ما إذا كانوا يتوقعون دخولهم بسهولة إلى غزة قال: 'كنا حريصين أن نحضر سيارات من الحجم الذي تسمح به السلطات المصرية ومواد وأجهزة طبية من المسموح دخولها على معبر رفح لأننا تعلمنا من تجارب القوافل والرحلات السابقة التضامنية'.



وأوضح 'نعلم أنه كان هناك بعض الإشكاليات في إدخال المواد التموينية من معبر رفح لاعتبارات تتعلق باتفاقيات أمنية واقتصادية بين الكيان الإسرائيلي ومصر، ونحن تجنبنا أن نحضر مثل هذه المواد لأننا حريصون أن نوصل القافلة عبر معبر رفح ومعبر رفح مؤهل أن تعبر من خلاله مثل هذه السيارات'.



وعن أبرز الشخصيات التي جاءت على متن القافلة قال: 'من المؤسف أنه لا يمكن تحديد مواعيد رسمية لوجود بعض الإجراءات الطويلة التي تجعل من شبه المستحيل أن يأتي سياسيون كبار وبرلمانيون من أوروبا وينتظروا أسبوعا أبو أسبوعين في بورسعيد أو في العريش أو رفح'.



وتابع 'هذا يجعل مهمتنا كمتضامنين مع أهل غزة ومؤسسات خيرية وإنسانية صعبة بحيث أننا نحرج مع هؤلاء بالحديث عن وقت فهم في أوروبا الأصل أن الأمور منظمة ومجدولة، فعندما ندعوهم إلى التضامن قلة منهم من يتفاعل لأنه لا يوجد هناك ضبط في المواعيد والمواقيت'.



وأوضح 'لذلك اقتصر الوفد على ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الذين يسمح طبيعة عملهم والتزاماتهم بشيء من الوقت أو التأخر وهذا الوفد يتشكل من 115 أشخاص من 10 دول أوروبية وأغلبهم رؤساء أو ممثلين لمؤسسات خيرية ومؤسسات إنسانية وبعضهم سياسيون.



ولفت إلى أن المسئولين الذين جاءوا على متن القافلة ليسوا من الدرجة الأولى -النواب أو الشخصيات أصحاب الدرجة الأولى- وإنما مسئولين في أحزاب سياسية مثل مسئول الحزب الشيوعي السويدي ومسئولين من تجمعات مسلمة أو من أصول تركية أرسلوا مندوبين ومسئولين وشخصيات أخرى من أصول عربية وإسلامية.



وفي شأن طبيعة التضامن الأوروبي مع الفلسطينيين قال: 'لا شك أن التضامن مع الشعب الفلسطيني في ازدياد ولكن هذا الازدياد يزداد أكثر بشكل ملحوظ عند حصول الأزمات كما كان واضحًا خلال فترة الحرب على غزة حيث كان التضامن في أقصى صوره حيث خرجت مئات الآلاف والملايين من المؤيدين للقضية الفلسطينية في أوروبا، بشكل عام هناك تفهم للوضع الإنساني'.



الجدير بالذكر أن القافلة تضم 110 من الحافلات متوسطة الحجم والصغيرة تحوي مواد ومساعدات طبية بشكل أساسي وكراسي متحركة للمعاقين جراء الحرب على غزة، ويشرف عليها اللجنة الدولية لفك الحصار عن غزة والتي يرأسها رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص، وتنفذها مؤسسة شركاء السلام والتنمية للفلسطينيين في أوربا.