أكد المحلل العسكري للقناة العاشرة ألون بن دافيد على أن السنة المقبلة ستكون مصيرية فيما يتعلق بالموضوع الإيراني، لافتا إلى أن محركات الطرد الإيرانية تُنتج كل يوم كيلو ونصف يورانيوم مخصّب، منوها إلى أن هذا الأمر هو ما تُعلنه إيران على الملأ وتُجريه تحت مرأى كاميرات وكالة الطاقة الذرية.
وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى لحل القضية عبر الحوار والدبلوماسية، وقال: "أنا أشك أن يكون الأمريكان يؤمنون بأنهم بهذه الطريقة من الممكن أن يصلوا لمخرجٍ ما من هذه القضية، ولكنهم سيبذلون الجهود لإيجاد تسوية ما، تُحافظ فيها إيران على موقفها وكرامتها.
وأضاف "من ناحية أخرى ومن خلال هذه التسوية تثبت الولايات المتحدة أنها قادرة على أن تضع حلا للبرنامج النووي الإيراني، بيْد أن إسرائيل في بداية السنة العبرية الجديدة ستقف تتابع الأمور من الجانب، وهذا ليس سراً أنها أثناء متابعتها للأمور من الجانب تُعد لنفسها الخيارات، وإسرائيل تؤكد ذلك طوال الوقت على أن كافة الخيارات مفتوحة أمامها".
وتابع: "أنا أعتقد أن إسرائيل لا ترغب في أن تصل لليوم الذي تضطر فيه للخيار العسكري مع إيران، ولن نرى إسرائيل تتحرك بهذا الاتجاه إلا إذا رأينا تغيراً جوهرياً في النهج الإيراني، حيث تنتقل من تنفيذ مشروعها النووي إلى صنع القنبلة الذرية، فحينها ستتحرك إسرائيل عسكريا".
من جانبه عقب المراسل العسكري لإذاعة الجيش "تل إفرام" على أقوال بن دافيد، بقوله: "من سياق ما تحدث به (ألون)، يجب على إسرائيل أن تُهيئ نفسها لليوم الذي يلي امتلاك إيران قنبلة ذرية، أي أن إسرائيل عليها أن تهيئ نفسها بمنظومات دفاعية وألا تهاجم إيران بمفردها".
وأضاف "ليس بالضرورة أن تُهيّئ إسرائيل نفسها للتعايش مع قنبلة ذرية بل أن تتعايش إسرائيل مع الطموح النووي لإيران، بمعنى أن تمتلك إيران القدرة النووية، وأنا أقصد أن أمريكا ستنتج وتصل لاتفاق ما تسوي به ملف إيران النووي، بحيث تواصل إيران تخصيب اليورانيوم بطريقة ما، ولكن تحت مراقبة معينة وغرف متابعة مركزية بحث لا يسمح لإيران من خلال التخصيب الوصول لقنبلة ذرية، وحينها على إسرائيل أن تفكر في كيفية التعايش مع هذا المشروع والطموح الإيراني".
وأشار المحلل بن دافيد إلى أنه من الصعب مراقبة ما تقوم به إيران، لأنها تقوم بإخفاء الكثير تحت الأرض، مضيفا "أنا أعتقد أنه وفي ظل الوضع الراهن في إيران والمأزق الاقتصادي الذي تعانيه، وأيضا ما رأيناه من عدم استقرار في الحكم عقب الانتخابات التي جرت مؤخرا".
وتابع: "كل هذه الأوضاع ستدفع إيران لأن تجد حلا مع الغرب حتى تُبقي نفسها في إطار المجتمع الدولي، وهذا على الرغم من تصريحات المسئولين السياسيين النارية، فهم من ناحية سيحاولون إيجاد طريقة للحل يُحافظون من خلالها على مشروعهم النووي، ومن جهة أخرى محاولة التوصل لتسوية تُرضي الغرب".
وفي سياق متصل تطرق المحلل العسكري بن دافيد إلى عملية الرصاص المسكوب، موضحا أنها جرت في ظل تقرير فينوغراد الذي حثّ على الاستعداد والتدرُّب لأي حرب سيخوضها الجيش بعد حرب لبنان الثانية.
ووصف بن دافيد الحرب على غزة بالناجحة، وقال: "نحن نرى الهدوء الحاصل في لجنوب، لقد أردنا أن نخلق واقعا جديدا في غلاف غزة وفعلنا"، وأضاف "لا يمكن المقارنة بين حرب لبنان الثانية وحرب غزة، لأن العدو الذي واجهناه في غزة لا يتساوى في قدراته مع حزب الله، فعدونا في غزة محدود القدرات، وميدانه محدود وليس له عمق استراتيجي داخلي".
وتابع: "أنا أعتقد أن أهم ما تمخض عن عملية الرصاص المسكوب لصالح الجيش هو عودة البسمة لمُحيَّى ضباط الجيش والمقاتلين، وبالأخص عودة الثقة بالنفس التي فُقِدت سواءً لجنود الاحتياط أو لجنود الخدمة النظامية".
ونوه إلى أن قوة الردع في غزة نسبية في الوقت الراهن وصامدة إلى الآن، متوقعا تنفيذ عملية "معادية" على السلك الفاصل، حيث سيكون الاختبار الحقيقي للجيش.
وأضاف المراسل العسكري لإذاعة الجيش "تل إفرام": "أنا لا أعتقد أنه يوجد من يتحدث عن ثقة مفرطة في صفوف الجيش، لأننا نرى لواء الناحل الموجود في غزة على أهبة الاستعداد لأي طارئ، تخوفا من أن نرى أنفسنا وقد فقدنا جندياً آخر يقع أسيرا في يد الفلسطينيين".
وشدد على أن ما يخشاه الجيش بشكل كبير في غلاف غزة، هو تنفيذ عمليات اقتحام لمستوطنات غلاف غزة.
وألمح المراسل إلى أن الفضائح التي رافقت بعض القادة العسكريين في العام الأخير، مثل (تشيكو تامير، وعماد فارس) تقضي على مستوى القيادة الرفيعة في صفوف الجيش.
وعاد المراسل ليؤكد على أن الملف الإيراني سيكون الشغل الشاغل للجيش في العام المُقبل، مشيرا إلى أن جزء كبير من قوة وموارد الجيش ووقت القادة والتدريبات، وخاصة سلاح الجو، مخصصة للموضوع الإيراني، وقال: "أعتقد أن هذه الجاهزية ستصل ذروتها في العام الجديد".
وأكد على أن قوة الردع الإسرائيلية ستُختَبر هذا العام، متسائلا: "هل ستصمد هذه القوة في الجنوب، وخاصة في الشمال أمام حزب الله؟".