قائد تشكيلة غزة: "جولة الحرب القادمة مع حماس ستكون أيضا في مدينة تل أبيب"

تشير تقديرات عسكرية للجيش الإسرائيلي، إلى أنه وخلال عام 2010 من المتوقع أن يقوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإصدار مرسوم رئاسي يُعلِن من خلاله عن تحديد موعد لإجراء الانتخابات الفلسطينية، وتدعي أن حماس تخشى من سيطرة السلطة من جديد على غزة في حال فازت الأخيرة فيها.


وزعم القائد العسكري لتشكيلة غزة "آيال آيزنبرغ" أن حماس قد تقوم بتفجير الأمور إذا شعرت أنها لا تسير وِفق ما تريد، لافتا إلى أن الجيش على جاهزية للقيام بحملة رصاص مسكوب ثانية على غزة.


وقال خلال مقابلة صحفية مع صحيفة معاريف: "من الواضح لحركة حماس أنها ستخسر هذه الحرب مجددا، وليس لديها أي انجازات أمام إسرائيل، بالإضافة إلى أن المعابر لا زالت مغلقة، والاقتصاد في غزة مدمّر، والوضع العام في القطاع معقد جدا".


وتلقى آيزنبرغ خلال إجراءه المقابلة الصحفية مع مراسل معاريف قصاصة ورق كُتِب عليها "تم العثور على عبوة ناسفة تبعد 80 م عن الجدار"، وتابع: "يمكن أن ننجر إلى داخل قطاع غزة، وحينها سنجدهم في انتظارنا ومعهم القناصة والمدافع الرشاشة، لذلك نحن لن نكون من يصعد الوضع، كما أننا لا نعلم إن كان هذا الهدوء سيستمر لفترة طويلة".


وتُظهِر إحصائية للجيش أنه وفي النصف الأول من سنة 2009 تم الكشف على طول الجدار مع غزة عن 40 حقل ألغام، مشيرة إلى أن هذا يُعتبر تغيّر جوهري مقارنة مع ما حصل في عامي 2007 و2008، حيث تُعتبر هذه الحقول بمثابة الاستدراج للقوات الإسرائيلية.


ويُلزِم الوضع الحساس على جبهة القطاع قائد التشكيلة لأن يكون على دراية تامة بكافة التفاصيل، وأن تكون الأمور واضحة له في كل ما يتعلق بالطرف الآخر –حماس-، حتى وإن كان الحديث يدور عن تأثيرات سياسية بعيدة المدى.


وأشار القائد العسكري الإسرائيلي إلى أن حماس تبذل كل ما في وسعها من أجل إدخال سلاح يخرق التوازن، وكان التشديد لديها على صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات.


وأضاف "حماس تريد أن تؤثر على جهود مناورة الجيش الإسرائيلي أيضا على الأرض وفي الجو، كما أنها تقوم ببذل كل الجهود للحصول على هذه الأسلحة تحسبا لاندلاع حرب رصاص مسكوب 2"، وتابع "نقطة افتراضنا أنه وفي الجولة القادمة سنجد تهديداً لمسافات أطول، وأعتقد أن هذا التهديد سيؤثر على منطقة غوش دان "تل أبيب الكبرى"".


وأضاف "القوة العسكرية التي استخدمناها كانت تحت قيود واضحة، وكانت من منطلق الرغبة لدينا في تقليص المس بالأبرياء، وهذا شرط أساسي لدينا ولم يتغير".


وواصل حديثه: "من المهم أن نوضح للجميع أنهم إذا جرونا للعب في هذا الملعب، سيكون الثمن حينها غالٍ جدا وسنضطر لاستخدام قوة هائلة أكثر، ولا يقول لنا أي أحد حينها أن هذا عادل أو غير عادل، لأنه من غير العادل عندما يطلقون علينا ولمدة 8 سنوات صواريخهم أن نبقى صامتين".


ونوّه آيزنبرغ إلى أن القيود التي كانت موجودة خلال الحرب على غزة، لن تكون موجودة في الحرب القادمة.


ولفت إلى أنه وفي أعقاب تقرير الأمم المتحدة حول عملية الرصاص المسكوب في غزة، هناك بعض الدول لم تكن مسرورة أن تراه متواجدا على أرضها، بالإضافة إلى أنها ستكون سعيدة باعتقاله، وقال: "لم نُرسِل أياً من مقاتلينا من أجل تنفيذ جرائم حرب، لقد أرسلونا للدفاع عن المواطنين".


وأضاف "في عام 2006 ذهبنا على طريقة الاشتراكية والتي تقول (ادخل في كل مرة معركة صغيرة في غزة)، ولكن في المعركة الأخيرة ركزنا جهودنا بطريقة صحيحة وبضربات صحيحة، وكان لكل قائد لواء مهمة خاصة ومحددة".


وأوضح قائد تشكيلة غزة أنهم يحاولون قدر الإمكان إبعاد الطرف الثاني عن الجدار، مبينا أنهم في حركة حماس يعملون بشكل منتظم جدا، ولديهم كتاب عملي عن النظريات القتالية مُوقَّع من قِبَل عماد عقل، يشرح كيفية تنفيذ الرصد والمراقبة، وكيفية التخفي.


وذكر أن هذا الكتاب يشمل توضيحات عن الوسائل القتالية وكيفية استخدامها، وقال: "نحن نرى في هذه النظرية القتالية أصابع حزب الله وإيران.. المدربين يصلون من سوريا ولبنان وإيران، يدخلون ويخرجون، نحن نقوم بإطلاع الأمريكان عن حقول الألغام والعبوات الناسفة التي يقومون بزرعها، ويرد علينا الأمريكان بأنهم يعلمون بهذه الحقول من إيران وأفغانستان".


وفي سياق ذي صلة أشار القائد العسكري لتشكيلة غزة إلى أن حركة فتح في قطاع غزة طأطأت رأسها وتحافظ على مستوى منخفض من الحضور في غزة، وقال: "يصل إلينا باستمرار إلى الجدار نشطاء من حركة فتح، ويقولون لنا "افعلوا ما تريدون بنا ولكن فقط لا تعيدونا إلى غزة".

وأفاد أن الجندي الأسير جلعاد شاليط لم يكن من أهداف حملة الرصاص المسكوب، منوها إلى أنه كان واضحا في نظر الجنود أن شاليط هو جزء من هذه القصة الكبيرة.


وأوضح أن أهداف العملية كانت محددة دون أن يكون من ضمنها إطلاق سراج شاليط، وأضاف "أنا لا أريد أن أدخل في تساؤل هل كان ذلك صحيحا أم لا؟، أعتقد أنه يجب علينا أن نقود الجنود لساحة المعركة وأن نهتم بإعادتهم من هناك، أنا لأسفي وأثناء خدمتي العسكرية طُلِب مني التعامل مع هذا الموضوع عدة مرات، مثلا في حادث تفجير المدرعات الذي حدث على محور فيلادلفيا عام 2004، عندما كنت قائدا للواء وأصدرت حينها أمرا عسكريا لجنودي بأن يبقوا على المحور من أجل البحث عن بقايا أعضاء زملائهم الذين تم تفجير المدرعات فيهم".


وتابع: "إنها مهمة غير سهلة ولكن ماذا نفعل؟، نحن لا نستطيع أن نضمن أن يعود الجميع إلى بيته من ساحة المعركة بسلام، لذلك في النظرة التي أنظر إليها في موضوع جلعاد شاليط، أعتقد أنه يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل ألا تتكرر هذه الحوادث، وأن تبقى إن حصلت في إطار الأحداث التكتيكية".


وأضاف "كُتِب علينا أن نعيش وفي يدنا السيف، ومن الأفضل أن يكون هذا السيف حاداً كموس الحلاقة، ومادامت روحي في جسدي سأبذل كل ما في وسعي لكي نكون على أتم الجاهزية للجولة القادمة".


وعقّب قائد تشكيلة غزة على إصابة قائد لواء جولاني "أفي بيلد" خلال حرب غزة، وقال: "في تلك اللحظات اعتقدت أنه قد قتل، اتصلت بأحد القادة الذي تقدم نحو الحادث، واتصلت بنائب قائد اللواء الذي استلم القيادة في المكان، ووصلت للمكان وقمنا بمعالجة الجرحى وإخلائهم حتى آخر جريح ولم أعتمد على أحد، لأنه في النهاية كل غرفة القيادة التابعة لقيادة اللواء بما في ذلك أجهزة الاتصال دُمِّرت، ولم يبقى لي سوى الاتصال مع قائد الكتيبة هناك".