لقاء خاص - حمدان يستبعد قيام قتلة المبحوح بانتزاع اعترافات قبل اغتياله

والدة الشهيد المبحوح تحمل صورته في غزة



استبعد مسئول العلاقات الدولية في حركة حماس, أسامة حمدان, قيام قتلة الشهيد محمود المبحوح, بإجراء تحقيق 'قاسي وعنيف', قُبيل اغتياله في دبي.



وقال حمدان في حديث خاص, عبر برنامج 'مع الحدث' على إذاعة صوت الأقصى, أمس السبت, قال:' حسب ما يتوفر لدينا من معلومات كثيرة, لم يحدث شئ من هذا, ربما كانت العملية أقرب إلى عملية اغتيال تحت وطأة الخوف, (..) وهذه محاولة للإساءة إلى معنويات رجالنا (..), ولا أصل لما تم ذكره'.



واعتبر حمدان, ان الاحتلال أراد إيصال رسالتين عبر عملية الاغتيال, تتمثل في إيصال رسالة لحماس بأنه ما زال يستهدف قادة الحركة, والثانية رسالة ردع على مستوى المنطقة, على اعتبار انه انتهك سيادة دولة الإمارات.



والد الشهيد



وحول طبيعة رد حماس, قال أن حركته لا تتعامل بردات الفعل, مضيفاً:' نحن لنا سياساتنا الواضحة في المواجهة مع العدو, ولسنا حركة خفيفة الوزن حتى تتصرف بردات فعل, بل تتصرف عن وعي وتدرس الأمور بعمق, ثم تتخذ قراراً وتلتزمه وتتحمل تبعاته, (..) ولسنا من النوع الذي يتحدث كثيراً بأكثر مما يفعل, لذلك ندع الأيام وحدها هي تثبت كيف سيكون رد حماس'.



نص المقابلة كاملاً

حاوره أحمد المدني

بدايةً تعليقكم على جريمة الاغتيال وتبعاتها حتى اللحظة ؟



لا زلنا نتابع تفاصيل ما جرى من خلال التحقيقات الجارية, والصورة تنكشف أكثر جلاءً ووضوحاً مع الوقت, ولن نترك دمنا يذهب هدراً, وسيكون لإخواننا ردهم وفعلهم, ولكن اعتقد ان الثار الحقيقي هو المحافظة على النهج الذي خطته كتائب القسام, حتى دحر عدونا وتحرير أرضنا.



- ما هي الرسالة التي أراد العدو ان يوصلها للحركة والشعب الفلسطيني باغتيال المبحوح ؟



هذه العملية حملت رسالتين وصفعة, الصفعة على وجه الذين يراهنون على التسوية مع العدو, ويقومون بخدمة الاحتلال كما يجري في الضفة الغربية, (..), أما الرسالة الأولى ان الاحتلال يريد ان يقول لحماس, انه ما يزال يستهدف قادة الحركة, رغم انتقالهم من مكان لآخر, (..), أما الثانية فهي رسالة ردع على مستوى المنطقة, حيث عندما ان يتسلل (الإسرائيلي) إلى دول ذات سيادة ويرتكب جرائم على الأرض, فهي رسالة تقول انه خارج سياق القانون, ولا يمكن ان يلاحقه أي قانون, وبالتالي هي رسالة مضمونها انه إذا صمت العرب على تمدد الاحتلال في اعتداءاته, فانه يحول ذلك إلى قاعدة في العلاقة بينه وبين الدول العربية.



- هناك أنباء تحدثت أنكم في حماس أرسلتم وفدا أمنيا لدبي ؟, وما هي المعلومات التي وصلتكم من أجهزة الأمن الإماراتية وهل هناك تعاون مشترك للتحقيق في هذه العملية ؟



بعد وصولنا خبر 'وفاة' الشهيد محمود المبحوح, أرسلت قيادة الحركة مبعوثاً لمتابعة هذا الأمر والتحقيق في حادثة 'الوفاة', وبعد أكثر من 8 أيام عاد المبعوت بجثمان الشهيد المبحوح إلى دمشق, ومنذ ذهاب المبعوث وحتى اللحظة, نتابع مع الأشقاء الإماراتيين تفاصيل ما جرى, والمعلومات التي يمكن ان توضح ملابسات القضية.



- هناك بعض الخبراء من الاحتلال, يقولون ان اغتيال المبحوح رسالة لحماس ورسالة تحذير لآسري جلعاد شاليط, كيف تقرؤون هذا الربط ؟



إذا كان فعلاً ينوي الاحتلال ذلك, فأظن أنه اخطأ في الرسالة والعنوان, لان الشهيد محمود المبحوح, أول من أسر جنوداً (إسرائيليين) من اجل إجراء عملية تبادل أسرى, ولا اعتقد ان اغتيال المبحوح سيؤدي لتراجع في هذا الاتجاه, أما القول ان الاحتلال سيلاحق من يأسرون جنوده, فنحن نقول بأن جنود الاحتلال بكل ما يمكلون من تسليح, سيلاحقونهم – كتائب القسام- في كل مكان ....



- قاطعه المذيع هل أفهم من حديثك 'في كل مكان' أن هذا الاغتيال, سيجعل حركة حماس تفكر في نقل المواجهة إلى الخارج) ؟



نحن لنا سياساتنا الواضحة في المواجهة مع العدو, ولسنا حركة خفيفة الوزن حتى تتصرف بردات فعل, بل تتصرف عن وعي وتدرس الأمور بعمق, ثم تتخذ قراراً وتلتزمه وتتحمل تبعاته, لذلك يجب ألا يحاول البعض أن يستنتج بأن حماس ستتعامل معها – قضية الاغتيال - بخفة أو بسذاجة, بل سنتعامل مع الجريمة بمقتضاها أياً كان هذا المقتضى, ولسنا من النوع الذي يتحدث بأكثر مما يفعل, لذلك ندع الأيام وحدها هي تثبت كيف سيكون رد حماس.



- هل هناك إهمال أو اختراق امني في اغتيال المبحوح ؟



يجب ألا نجلد بأنفسنا إذا نجح العدو بتنفيذ عملية, نعم تمكن العدو من الوصول إلى رجل من رجال الحركة, وعلينا ألا نستهين بما فعل, وعَمَلْ مراجعة لتفاصيل ما جرى, ووضع الأمور في نصابها, إنْ كان هناك خلل أو تقصير, ولكن أيضا على الجميع يعرف الجميع أننا نخوض معركة ضد الاحتلال, (..) وان نجح في إصابتنا, فهذا لا يعني أن الأمور تنهار من حولنا, على العكس تماماً فالشهادة بحد ذاتها هي كرامة من الله الذي يختار الشهداء.



- وكالات الأنباء تتحدث ان قتلة الشهيد المبحوح, أخضعت المبحوح لتحقيق قاسي وعنيف قبل اغتياله في دبي, وتقول انهم عادوا بغنيمة كبيرة من المعلومات الاستخبارية ؟



حسب ما يتوفر لدينا من معلومات كثيرة, لم يحدث شئ من هذا, ربما كانت العملية أقرب إلى عملية اغتيال تحت وطأة الخوف, (..) وهذه محاولة للإساءة إلى معنويات رجالنا (..), ولا أصل لما تم ذكره, ومحاولة على معنويات قيادة الحركة وأبنائها وجمهورها وتشويه صورته كبطل, والشهيد المبحوح رجلٌ صلب, وصمد في زنازين التحقيق ولم ينطق بكلمة رغم بشاعة التحقيق في السجون.



- كيف تفسر استباحة الأراضي العربية – سواء الممانعة أو 'المعتدلة' – من قبل عملاء الموساد, وتنفيذ عملية اغتيال كهذه, دون ان نسمع أي ضجة 'للأمن القومي للدول العربية والسيادة' ؟



(الإسرائيلي) استباح دوماً السيادة العربية وتاريخه حافل بمثل هذه الجرائم (..), وهذا يؤكد نظريتنا بعد بناء الجدار الفولاذي على الحدود بين مصر وغزة, بأن الخطر الحقيقي للأمة من الاحتلال وليس من أهل غزة, لذلك نحن بحاجة لنظرية امن قومي عربي جديدة, ترتكز على ثلاثة ركائز:-



1- دعم المقاومة في فلسطين, لإشغال تشغل العدو عن امتنا, ويكون العدو بمستوياته المختلفة.

2- تتعلق بدعم صمود الشعب الفلسطيني.

3- بلورة نظرية أمن عربي حقيقية.