تعليقاً على تقرير جولدستون اكد الكاتب الكبير الصحافي محمد حسنين هيكل أن العرب لم يفهموا جيدا أهمية تقرير جولدستون، مشددا على أنه تضمن إيجابيات كثيرة جدا وهذا هو السبب الذي أثار جنون إسرائيل .
وفي تصريحات لقناة الجزيرة الإخبارية مساء أمس، وصف هيكل التقرير بالغير العادي لأنه ولأول مرة في تاريخ الكيان تحدث عن ارتكابه جرائم حرب ضد الانسانية.
وأشار إلى أن الكيان ارتكب في القطاع جرائم لا حصر لها بطريقة بشعة استفزت حتى يهود العالم، قائلا:'جنون القوة يأخذ أصحابه إلى آخر مدى ، لا جولدستون ولا غيره يستطيع إنكار مجازر إسرائيل'.
وتابع'التقارير الدولية نوعان تقارير فاعلة وتقارير ساكتة، وتقرير جولدستون من التقارير الفاعلة لأنه تضمن بنودا تسمح بمناقشته في كل مكان في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة وفي محكمة الجنايات الدولية'.
وبالنسبة لفرص تمرير جولدستون في مجلس الأمن مجددا، أكد هيكل أن الفرصة ضاعت قائلا:' العمل السياسي لحظة وفرصة، التعبئة باتت غير موجودة '، وتساءل في هذا الصدد: هل يمكن إعادة التعبئة التي كانت موجودة أيام الاستعداد لحرب 6 أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل ؟.
وأضاف أن أهمية التقرير تكمن في الوقت الذي ظهر فيه، فالعالم كله كان معبئا ضد الكيان،بالإضافة إلى أن أمريكا في أزمة ،وبالرغم من أن الظروف السابقة كانت فرصة ذهبية للعرب لاستعادة بعض زمام المبادرة ، إلا أنهم أضاعوا الفرصة بالاعتماد كليا على أمريكا وإغفال بقية القوى في العالم وخاصة روسيا والصين.
وتابع'الناس اللي وقفوا معنا خذلناهم، جولدستون وأنا أعرف هذا الأمر يقينا أحس بألم كبير، عمل بجهد وضمير رغم تلقيه تهديدات بالقتل، عرض نفسه للخطر، ولم يجد في المقابل سوى صدمة التأجيل والتشكيك والاستهتار'.
وبالنسبة للوضعين الفلسطيني والعربي، أكد هيكل أن الفلسطينيين إما تحت ِالحصار كما في غزة أو اتخذوا رهائن كما في الضفة الغربية، قائلا :' عباس يصعب على أحيانا رغم اختلافي معه، هو رهينة في يد إسرائيل، تقوله أجل جولدستون يؤجل جولدستون'.
وهاجم الوضع العربي قائلا:'العرب لا يوجد فيهم دولة قائدة أو صوت يسمع ، العالم العربي في مأزق، لم يهجر قضاياه فحسب بل هجر أيضا تاريخه ومستقبله '، واختتم قائلا:' مالم ينصلح حال العالم العربي لن ينصلح حال الفلسطينيين'.