الشهيد القائد اسماعيل ابو القمصان
تاريخ الاستشهاد
2001-12-30
ترجّل بعد 10 سنوات من الجهاد و المقاومة و قتل قبل استشهاده 4 جنود صهاينة
عندما استشهد قائد كتائب القسام الشهيد عماد عقل و تحديداً في حفل التأبين ظهرت إحدى مجموعات صقور فتح و أطلقت النار في الهواء تحية و وفاء لعماد و تحدث أحد مطاردي الصقور و قال : "إذا استشهد عماد عقل فكلنا عماد عقل , لقد طلّقنا الخوف ثلاث , و قسماً أن نثأر لك أيها القائد القساميّ عماد" . و لم يكن هذا المطارد سوى الشهيد الشيخ إسماعيل أبو القمصان الذي أطلق عليه لقب شيخ الصقور .
إسماعيل بدأ عمله العسكري مع مجموعات الصقور فور خروجه من السجن بعد الاعتقال الثالث عند قوات الاحتلال الصهيوني . فقد اعتقل لأول مرة بتاريخ 16/4/1988 يوم استشهاد خليل الوزير ، و استشهد حينها الشهيد سهيل غبن من مخيم جباليا ، أما الاعتقال الثاني فكان عام 1988 حيث خضع للتحقيق المتواصل لمدة 18 يوماً لم يأخذ منه السجان أي اعتراف فأفرج عنه . في حين كان اعتقاله الثالث عام 1989 بعد إصابته في كلتا قدميه خلال مواجهات أحدثت عنده عجزاً طبياً بنسبة 50 % فاعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني بعد الإصابة بثلاثة شهور لمدة عامين أمضاها إسماعيل - رحمه الله - في سجني السرايا و النقب .
و أثناء وجود إسماعيل في سجن النقب التقى بالشهيد عماد عقل و تعرّف عليه و أصبحا لا يفترقان و من شدة تعلّق إسماعيل بعماد سمى ابنه الثاني عماد الدين تخليداً لذكرى رفيق دربه بعد استشهاده .
تزوّج إسماعيل في العام 1991 بعد خروجه من السجن و أنجب ستة أبناء محمد , إسراء , دعاء , فايزة , عماد الدين و أحمد . و ما إن خرج الشهيد أبو محمد من سجنه حتى باشر بالعمل العسكري مع مجموعة من إخوانه المطاردين , و في إحدى المهام العسكرية انطلق إسماعيل مع مجموعته باتجاه مستوطنة نيسايت شمال قطاع غزة و أمطروها بوابلٍ من رصاصهم و قنابلهم .
و لم يكن حينها إسماعيل مطارداً و انسحبوا بسلام و اعتقل بعدها أحد المطاردين ممن كانوا على علاقة بالشهيد إسماعيل , فرفض شيخ الصقور تسليم نفسه و أصرّ على اللحاق بركب المطاردين , و أصبح إسماعيل أبو القمصان على رأس المطلوبين للصهاينة رفضاً منه لاتفاقيات أوسلو , كما أخبرنا أحد زملاء إسماعيل في لقاء خاص ، و قد أوكلت لإسماعيل مهمة المسئول العسكري للمنطقة الشمالية لكن هذا لم يمنعه من المشاركة في العمليات العسكرية فقام بتنفيذ عدة عمليات عسكرية منها :
- مهاجمة بوابة المجلس التشريعي , قتل جنديّ و إصابة 2 آخرين و كانت هذه العملية بمعرفة الشهيد عماد عقل قائد كتائب القسام .
- هجوم مسلح على مركز جباليا رداً على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994 لم يعترف اليهود بخسائرهم.
- مهاجمة باص صهيوني بالقنابل و الرشاشات على الخط الشرقي و أيضاً أخفى اليهود خسائرهم .
إسماعيل كانت تربطه علاقة مميزة بالشهيد عماد عقل سواء قبل المطاردة أثناء الاعتقال في سجن النقب , أو أثناء المطاردة .. فعندما خرج إسماعيل من السجن كان عماد مطارداً لقوات الاحتلال الصهيوني و بالرغم من ذلك ظلّت علاقتهما متواصلة حتى أن عماد عقل أرسل أحد إخوانه المجاهدين و معه قطعة سلاح من نوع أم 16 ليعطيها لإسماعيل و يعمل معه ضمن صفوف كتائب القسام , فردّ عليه : "أنا لا أمانع في العمل العسكري معكم , و لكن سأبقى حالياً ضمن صفوف الصقور" .
و بالرغم من ذلك ظلّ إسماعيل على اتصال مستمر مع عماد عقل . لدرجة أن إسماعيل كان يخبر عماداً بمعظم العمليات العسكرية التي كان ينفّذها ضد جنود الاحتلال .
و ذكر أحد المقربين من الشهيد إسماعيل - رحمه الله - أن الشهيد شارك مع كتائب القسام في عدة عمليات عسكرية نوعية في الانتفاضة السابقة , و لكن لم يفصح إسماعيل عنها و استمر إسماعيل في رحلة المطاردة حتى عودة سلطة الحكم الذاتي عام 1994 و انضم إسماعيل إلى جهاز المخابرات العامة و عندما طلب منه الخروج لاعتقال المجاهدين و الشرفاء و خاصة أبناء حماس قدّم استقالته على الفور لأمين الهندي مسئول المخابرات الذي رفضها و عافاه من المشاركة في الاعتقالات , فردّ عليه إسماعيل : "رفقاء السلاح لا يمكن أن أعتقلهم , إن كان لا بد من الاعتقال فليكن للعملاء و المدسوسين" . بعدها طلب إسماعيل أن ينقَلَ لجهاز الأمن العام و تم ذلك .
في هذه الأثناء كوّن الشهيد إسماعيل - رحمه الله - مجموعة سريّة لتجهيز القنابل و إعداد قذائف الأنيرجا و كان كلّ من المجايدة و عرفات على علم بهذه المجموعة التي كانت لديها إمكانيات لتطوير القنابل و صواريخ الأنيرجا كفترة إعداد فقط بدون مقابل من السلطة . فوافقا على ذلك و استطاع الشباب برفقة الشيخ إسماعيل - رحمه الله - إنتاج العديد من القنابل و قذائف الأنيرجا .
لكن كانت هناك عيون خائنة تراقب الشباب فأوصلت المعلومات إلى جهاز الأمن الوقائي الذي قام بدوره بنقل المعلومات عبر التنسيق الأمني إلى الصهاينة حيث طالبت قوات الاحتلال باعتقالهم , و حينها تنصّل عرفات و المجايدة عن علمهم بهذه المجموعة و تم اعتقالهم جميعاً و مداهمة المصنع و مصادرة جميع محتوياته ، و عندما اعتقل إسماعيل من منزله صادر الأمن الوقائي سلاحه الخاص و هو من نوع (أم 16) مطوّرة ، و هي سلاح الجندي الصهيوني إيلان سعدون الذي اختطفته مجموعة عسكرية تابعة لحركة حماس عام 1989 حيث اشتراه إسماعيل - رحمه الله - من المجاهد الأسير عبد ربه أبو خوصة و لا تزال قطعة السلاح مصادرة إلى الآن .
و بعده تم فصل الشهيد إسماعيل من عمله و عندما طلبوه بعد ثلاث سنوات للعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية و اجتمع مع موسى عرفات و طلب منه حلق لحيته مقابل عمله معه ، رفض ذلك و أصرّ على عدم العمل في السلطة نهائياً . حاول جهاز الأمن الوقائي اعتقاله و في إحدى المرات نصبوا له كميناً في جباليا فقام بسحب قنبلة يدوية عليهم فانسحبوا .
و كان إسماعيل - رحمه الله - على استعدادٍ تام للمواجهة مع السلطة و لكنه لم يكن يتمنّى ذلك . و أكّد كلّ من عرف الشهيد إسماعيل أنه كان ضد الاعتقال السياسي ضد المجاهدين خاصة عام 1996 و أصبح مكروهاً من قبل أجهزة أمن السلطة لعلاقته القوية مع كتائب القسام و حركة حماس .
ما إن اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر , حتى سارع الشهيد إسماعيل مع بعض أبناء حركة حماس كان على رأسهم الشهيد القسامي عوض سلمي الذي تربطه به علاقة مميزة ، و سارع الشهيد إسماعيل مع الشباب بأسلحتهم الشخصية يطلقون النار و إلقاء القنابل اليدوية في مناطق بيت لاهيا و بيت حانون و البوليس الحربي .
في هذه الأثناء تم تشكيل لجان المقاومة الشعبية و عندما تم عرض الأمر على الشهيد أبي محمد - رحمه الله - وافق على الانخراط في صفوفها بشرط أساسيّ و وحيد و هو التنسيق مع كافة الأجهزة العسكرية و خاصة كتائب القسام . و عندما أرادت أن تكون لجان المقاومة تابعة لحركة فتح رفض أحد قادتها و هو أبو ماهر حلس و الذي قال حينها ليس لنا في هذا اللون من النضال