تشرع اسرائيل في حملة اعلامية وسياسية لحشد التأييد لفكرة ارسال قوات من حلف الناتو الى قطاع غزة بغية المساعدة في سحق حركة حماس وطردها من مؤسسات السلطة. وذكرت صحيفة " معاريف "، ثاني اوسع الصحف الاسرائيلية انتشاراً أن نائب رئيس الوزراء، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بدأ امس الاثنين جولة في اوروبا من اجل حشد التأييد للفكرة، وذلك بالتنسيق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي اسرائيلي كبير قوله أنه رغم الحماس الإسرائيلي للفكرة، إلا أن هناك العديد من المعيقات، منها الموقف الروسي الصيني الذي قد يحبط أي مشروع قانون في مجلس الأمن يمهد لإرسال هذه القوات، الى جانب أنه سيكون على إسرائيل أن تبذل جهوداً كبيرة لاقناع الدول الأوروبية بارسال جنودها الى قطاع غزة. وكانت حركة حماس قد اعلنت رفضها المطلق لارسال قوات دولية او متعددة الجنسيات لقطاع غزة، مشددة على أنها ستتعامل مع هذه القوات كقوات جيش الاحتلال. من ناحية ثانية حذر يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية " الشاباك " اعضاء الحكومة الاسرائيلية من مغبة الرهان على قوة حركة فتح في مواجهة حركة حماس في الضفة الغربية، محذراً من أن الحركة قد تتعرض للانهيار هناك ايضاً. ونقلت " معاريف " عن ديسكين قوله للوزراء في جلسة الحكومة اول امس الاحد "خلافا لما قد تظنون فان فتح غير راسخة على الاطلاق في الضفة. أجهزة فتح منشقة، متفككة ولا يوجد بينها أي هرمية. أبو مازن يتطلع الى فرض سيادته بمساعدة قوة دولية".
لماذا منح اولمرت حصانة لمطاردي فتح
ذكرت الإذاعة العبرية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وعد ابو مازن بمنح نشطاء حركة فتح الذين تطاردهم إسرائيل في الضفة الغربية " حصانة "، بحيث تتوقف المخابرات الإسرائيلية عن مطاردتهم. ونقلت الإذاعة عن مصادر فلسطينية واسرائيلية مطلعة قولها أن هذه الخطوة جاءت لتشجيع الأجهزة الامنية التابعة لأبو مازن ونشطاء حركة فتح للمضي في الحملة التي تشنها السلطة ضد حركة حماس ونشطائها ومؤسساتها في الضفة الغربية. من ناحيتها وصفت صحيفة " معاريف " في عددها الصادر االيوم الثلاثاء لقاء شرم الشيخ بأنه لقاء " علاقات عامة "، حيث أن القاسم المشترك بين الزعماء العربي الذين اجتمعوا هناك هو القلق من المستقبل، مشيرة الى أنه كان بالإمكان أن يتخذ القادة الاربعة قرارات بدون كاميرات وسائل الاعلام. واعتبرت الصحيفة أن رزمة التسهيلات التي منحها اولمرت لابو مازن لا تكفي، حيث أن الاخير الذي شعبيته في الحضيض يحتاج الى الكثير، مشيرة الى أنه يحتاج الى " تنفس صناعي لإنقاذه ". وأشارت الصحيفة الى أنه بإمكان ابو مازن أن يتجاوب مع مطالب إسرائيل بشلك جدي ويقوم بمواجهة حماس فقط بعد أن يتم منحه السلاح الكافي وخطوات لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني مثل السماح لآلاف العمال بالعودة للعمل في إسرائيل. واشارت الصحيفة الى أن ابو مازن إذا ظل ضعيفاً فأنه سيموت ب " قبلة الموت " الإسرائيلية